مصطفى المهندس عضو ذهبي
عدد الرسائل : 246 العمر : 42 البلد : العراق العمل/الترفيه : مهندس مساحة تاريخ التسجيل : 15/05/2008
| موضوع: وقفات مع سورة الفاتحة الأربعاء مايو 28, 2008 11:57 am | |
| إنَّ سورةَ الفاتحة التي يقرؤها المسلم في صلاته بعدد ركعات الصَّلوات ؛
لقوله فيما رواه البخاري من حديث عبادة:
{ لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب... } يدلُّ هذا على عظيم شأن هذه السُّورة
وجليل قدرها ، وأنَّه ينبغي للمسلم أن يتأمَّل معانيها فلحكمةٍ بالغةٍ شرع الله تكرارها
في الصَّلوات من بين سور القرآن آية ..
أسماء سورة الفاتحة :
سورة الفاتحة : فقد سمَّاها النَّبي صلَّى الله عليه وسَّلم :
{ فاتحة الكتاب } ؛ وذلك لأنَّها أوَّل ما يقرأ من القرآن الكريم ..
أم القرآن : وهكذا سمَّاها النَّبيُّ وأنها سمَّيت أم القرآن والله أعلم ؛
لأنَّ معاني القرآن الكريم ترجع إلى هذه السُّورة فهي تشمل المعاني الكلِّية
والمباني الأساسَّية التي يتكلَّم عنها القرآن ..
السبع المثاني : وذلك لأنَّها سبع آيات تقرأ مرَّة بعد مرَّة ..
القرآن العظيم : وقد سمَّاها الرَّسول ذلك فقال :
{ هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته } ..
سورة الحمد : لأنَّها بدأت بحمد الله عزَّ وجلَّ ..
الصلاة : كما سمَّاها الله عزَّ وجلَّ في الحديث القدسي :
{ قسَّمت الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين } ؛ وذلك لأنَّها ذكرٌ ودعاء ..
احتواؤها على أسماء الله الحسنى :
في هذه السُّورة ذكر الله عزَّ وجلَّ خمسةً من أسمائه الحسنى :
الله - الربَّ - الرحمن - الرَّحيم - المالك ..
أولاً : الله : وهو الإسم الأعظم لله عزَّ وجلَّ ( على قول طائفة من أهل العلم )
الذي تلحق به الأسماء الأخرى ، ولا يشاركه فيه غيره ...
من معاني اسم الله : أنَّ القلوب تائهه ( تحنُّ إليه ) وتشتاق إلى لقائه ورؤيته ،
وتأنس بذكره ..
من معاني لفظ الجلالة : أنَّه الذي تحتار فيه العقول فلا تحيط به علماً ،
ولا تدرك له من الكنه والحقيقة إلا ما بيّن سبحانه في كتابه أو على لسان رسوله ،
وإذا كانت العقول تحتار في بعض مخلوقاته في السَّماوات والأرض ، فكيف بذاته جلَّ وعلا ..
ومن معاني الله : أنَّه الإله المعبود المتفرد باستحقاق العبادة ، ولهذا جاء هذا الإسم في الشَّهادة ،
فإنَّ المؤمن يقول : ( أ شهد أن لا إله إلا الله ) ولم يقل مثلاً : أشهد أن لا إله إلا الرحمن ..
ثانياً: الربُّ : فهو ربُّ العالمين ، ربُّ كلَّ شيء وخالقه ، والقادر عليه ،
كلُّ من في السماوات والأرض عبدٌ له ، وفي قبضته ، وتحت قهره ..
ثالثاً ورابعاً : الرَّحمن ، الرَّحيم : واسم الرَّحمن كاسم الله لا يسمَّى به غير الله ولم يتَّسم به أحد.
فالله والرحمن من الأسماء الخاصة به جلًّ وعلا لا يشاركه فيها غيره أمَّا الأسماء الأخرى فقد يسمَّى
بها غير الله كما قال سبحانه عن نبيَّه : بِالْمُؤمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [ التوبة:22 ] ..
والرَّحمن والرَّحيم مأخوذان من الرَّحمة ..
الرَّحمن : رحمة عامَّة بجميع الخلق .. والرَّحيم : رحمة خاصَّة بالمؤمنين ..
وفي تكرار الإنسان بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في جميع شؤونه ، ولم يقل أحد
( بسم الله العزيز الحكيم ) مع أنَّه حقٌّ إشارة إلى قول الله سبحانه في الحديث القدسي :
{ إنَّ رحمتي سبقت غضبي } وكثيراً ما كان الرَّسول يعلِّم أصحابه الرَّجاء فيما عند الله ،
وأن تكون ثقةُ الإنسان بالله وبرحمته أعظم من ثقته بعلمه ، قال :
{ لن يُدخلَ أحداً الجنَّة عَمَلُهُ ، ولا أنا إلا أنْ يتغمَّدني اللهُ برحمتِهِ } ..
فهذه الأسماء الثَّلاثة : الله ، الربُّ ، الرحمن : هي أصول الأسماء الحُسْنى ،
قاسم الله : متضمِّنٌ لصفات الألوهيَّه ..
واسم الرَّبِّ : متضمِّنٌ لصفات الرُّبوبيَّة .
. واسم الرَّحمن : متضمِّنٌ لصفات الجود والبرِّ والإحسان ..
فالرُّبوبية : من الله لعباده ..
والتَّأليه : منهم إليه ..
والرَّحمة : سببٌ واصلٌ بين الرَّبِّ وعباد ه ..
خامساً : المالك : وذلك في قوله : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ أي يوم يدان النَّاس بعملهم ،
وفيه ثناء على الله ، وتمجيد له ، وفيه تذكيرٌ للمسلم بيوم الجزاء والحساب ..
قوله تعالى : الْحَمْدُ للهِ رَبّ الْعَالَمِينَ :
الحمد : هو الثَّناء على المحمود بأفضاله وإنعامه ..
المدح: هو الثَّناء على الممدوح بصفات الجلال والكمال.
فالحمد : ثناءٌ على الله تعالى بما أنعم عليك وما أعطاك ،
فإذا قيل : إنَّ فلاناً حمد ، فمعناه : أنّه شكره على إحسان قدَّمه إليه ؛
لكن إذا قيل : مدحه ، فلا يلزم أن يكون مدحه بشيء قدَّمه ، بل بسبب ، مثلاً بلاغته ،
وفصاحته ، أو قوته إلى غير ذلك ..
فالحمد فيه معنى الشُّكر ومعنى الاعتراف بالجميل ، والسُّورة تبدأ بالاعتراف ، والاعتراف فيه
معنى عظيمٌ ؛ لأنَّه إقرارٌ من العبد بتقصيره وفقره وحاجته واعترافٌ لله جلَّ وعلا بالكمال والفضل
والإحسان وهو من أعظم ألوان العبادة ..
ولهذا قد يعبد العبد ربَّه عبادة المعجب بعمله فلا يُقبل منه ؛ لأنَّه داخله إعجابٌ لا يتَّفق مع الاعتراف والذُّل ،
فلا يدخل العبد على ربِّه من بابٍ أوسع ، وأفضل من باب الذُّلِّ له والانكسار بين يديه ،
فمن أعظم معاني العبادة : الذُّلُّ له سبحانه ..
ولهذا كان النَّبيُّ كثير الاعتراف لله تعالى على نفسه بالنَّقص والظُّلم فكان يقول :
{ اللهمَّ ، إنِّي ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، وأنَّه لا يغفر الذُّنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك ،
وارحمني ، إنّك أنت الغفور الرَّحيم } ..
فبدء السُّورة بـ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فيه معنى الاعتراف بالنِّعمة ، ولا شكَّ أنَّ عكس الاعتراف
هو الإنكار والجحود ، وهو الذَّنب الأوَّل لإبليس الذي استكبر عن طاعة الله ،
فإذا قال العبد : الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ تبرَّأ من هذا كلَّه فيقول :
( أعترف بأنِّي عبدٌ محتاجٌ فقيرٌ ذليلٌ مقصِّرٌ ، وأنَّك الله ربِّي المنعمُ المتفضِّلُ ) ..
قوله تعالى : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ :
إِيَّاكَ : تقديمٌ للضَّمير .. إشارة للحصر والتخصيص ، وفيه معنى الاعتراف لله تعالى بالعبوديَّة ،
وأنَّه لا يُعْبَدُ إلا الله وهو أصلُ توحيد الألوهية وما بعث به الرُّسل ؛ لأنَّ قضيَّة الرُّبوبيَّة وهي الاعتراف
بالله عزَّ وجلَّ أمر تفطر به النُّفوس ، والانحراف فيه لا يقاس بما حصل في موضوع الشِّرك
في توحيد الألوهية ، ولذا ينبغي أن نعتني كثيراً بدعوة النَّاس إلى توحيد الألوهية وإفراد الله بالعبادة ؛
لأنَّه أصل الدَّين ..
وقوله : إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فيه إثبات الاستعانة بالله ، ونفيها عمَّن سواه يعني لا نطلب إلا عونك ،
فلا نستعين بغيرك ، ولا نستغني عن فضلك ؛ ولهذا قال تعالى في الحديث القدسي :
{ هذا بيني وبين عبدي } فقول : إِيَّاكَ نَعْبُدُ فهو حقُّ الله تعالى على العبد ، فيقرُّ به
وأمَّا قوله : إِيَّاكَ نَستْعِينُ فهو استعانة العبد بالله عزَّ وجلَّ على ذلك ؛
إذ لا قوام له حتَّى على التَّوحيد فضلاً عن غيره من أمور الدُّنيا والآخرة إلا بعون الله ..
قال تعالى : وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ [ الأعراف :34] ..
| |
|
نسيم الروح عضو فضي
عدد الرسائل : 123 العمر : 42 البلد : العراق العمل/الترفيه : مدرس كيمياء المزاج : بنزركي تاريخ التسجيل : 13/05/2008
| موضوع: رد: وقفات مع سورة الفاتحة الأربعاء مايو 28, 2008 4:10 pm | |
| بارك الله بيك ابو الصوف على هذه الوقفة المباركة مع سورة الفاتحة وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك تقبل مروري ...... | |
|
بغدادية وافتخر عضو ذهبي
عدد الرسائل : 235 الدولة : 0 تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رد: وقفات مع سورة الفاتحة الخميس مايو 29, 2008 9:00 am | |
| بارك الله بك وجعلها الله في ميزان حسناتك | |
|
اليمامه عضو ذهبي
عدد الرسائل : 160 الدولة : 0 تاريخ التسجيل : 27/04/2008
| موضوع: رد: وقفات مع سورة الفاتحة الخميس مايو 29, 2008 9:28 am | |
| جزاك الله كل الخير وجعلها في ميزان حسناتك | |
|
مصطفى المهندس عضو ذهبي
عدد الرسائل : 246 العمر : 42 البلد : العراق العمل/الترفيه : مهندس مساحة تاريخ التسجيل : 15/05/2008
| موضوع: رد: وقفات مع سورة الفاتحة الخميس مايو 29, 2008 2:01 pm | |
| مشكور مروركم أخواني وأخواتي والله يتقبل منا على حسن نيتنا امين مشكور مروركم..... | |
|